تعتبر حرفة التجليد العربي التي تهتم بإخراج الكتاب في أبهى حلّة من الحرف اليدويّة الفنيّة القديمة التي توشك على الانقراض أمام مزاحمة آلات التجليد الحديثة، وتعتبر الكتب المجلّدة يدويّاً من المقتنيات الفنيّة والتحف الثمينة التي تحرص المتاحف على اقتنائها، وتعقد في أنحاء العالم معارض عالميّة لنفائس المخطوطات والكتب والوثائق المجلّدة يدويّاً .
وفيما يلي المراحل الفنيّة لتجليد مكتبة الملك عبد العزيز:
المرحلة الأولى: مراجعة الكتاب ومعالجته:
في البدء يفصل الغلاف القديم للكتاب بفكه من الكعب ونزع الخيوط القديمة لملازمه بشكل مبدئي، تمهيداً لمراجعة صفحاته ومعرفة الناقص والممزق منها، حيث يستكمل ما ينقصه من صفحات- وهي قليلة- بتصويرها من نسخة مماثلة للكتاب، أما الممزقة فتعالج بلصق أجزائها ببعض ثم تعاد إلى مواقعها من الكتاب.
المرحلة الثانية: خياطة ملازم الكتاب وتحضيره للتجليد:
بعد استكمال معالجة الكتاب تنزع خيوطه القديمة بكاملها و تخاط ملازمه يدويأ بأشرطة متينة لتقوية الكعب، ثم تغرى الملازم بعد الخياطة و يلصق بها شاش خاص وطبقة من ورق الكريب ليقوي تماسك ملازم الكتاب ثم يفصل قميص الكتاب الداخلي من الورق الصقيل بوضعه على الكتاب و قصه وفقأ لمقاساته، ثم يلصق يدويأ في أول الكتاب وآخره يعقبه تدوير الكعب ويتم بضغط الكتاب بجهاز خاص يجعل ملازمه متلاصقة بشكل نصف دائري جميل المنظر، يتلوه وضع حبكة (شريط زينة) في طريق كعب الكتاب وبلون موحد لكل الكتب.
المرحلة الثالثة: خط بيانات غلاف الكتاب:
تخط بيانات غلاف الكتاب وكعبه بالخط الديوانى الذي اختير لكافة أغلفة كتب المكتبة لتوحيد مظهرها، و تنقل الخطوط على صفائح الدمغ المعدنية وتحفر عليها تمهيداً لبصمها على الغلاف والكعب.
المرحلة الرابعة: تحضير وتفصيل جلد غلاف الكتاب:
يفصل لكل كتاب غلاف بمقاسه من الجلد الطبيعي، ويلصق الجلد على كرتون صقيل وزن 2000 غرام، وتبصم عليه بيانات الكتابات باللون الذهبي على الغلاف الأمامي والكعب، وبالبصم الناشف على الغلاف الخلفي، ثم يلصق الغلاف بكعب الكتاب ويوضع داخل مكبس يدوي حتى يجف الغراء.
ويعمد المجلّدون للمحافظة على اللمسة التراثية القديمة للكتب والحفاظ على مظهرها التاريخي الذي يوحي بعمرها.