طرق التعامل مع المواد المُشعة
لقد اصبح الفحوصات الشعاعية اليوم من الضروريات الطبية التي لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال في المجالات التشخيصية والعلاجية لكثير من الأمراض المستعصية فضلاً عن الحادة والبسيطة . ونتيجة لهذه التقنيات الحديثة في المجالات المتعددة زاد عدد المستخدمين للتطبيقات الشعاعية وتطورت تقنياته بشكل واسع .
ومع زيادة استخدامات التقنيات الشعاعية الحديثة المطرد زاد عدد المتعرضين للإشعاعات الطبية في المستشفيات والمراكز الطبية ، كما زادت الخلفية الإشعاعية في هذه الموقع حسب نوع المصادر المستخدمة وخواصها الفيزيائية والكيميائية . ولترجيح عامل الفائدة مقابل الضرر نشأت وتطورت تقنيات الوقاية من هذه الإشعاعات الضارة ووضعت أسس لحماية العاملين وعامة الناس من تلك الأخطار وتطورت أساليب المراقبة للمصادر المشعة وكذلك العاملين في مجالها .
المصادر المشعــــة
تنقسم المصادر المشعة الى قسمين : مصادر مغلقة ومصادر مفتوحة . فالمصادر المغلقة نعني بها الأجهزة المصدرة للأشعة عن طريق تحول الإلكترون الى فوتونات بعد التسارع والإصطدام بالهدف الموجود بأنبوبة الأشعة فتخرج الفوتونات على هيئة طاقة (الأشعة السينية) ، وهذه الفوتونات يجب تقليل كميتها الى أقل ما يمكن لتلافي الضرر الناتج منها للمريض أو المستخدم أو عامة الناس . من الاحتياطات الضرورية أثناء التشعيع تقليل مساحة التعرض الإشعاعي وتحديد المنطقة المطلوب تشعيعها بدقة متناهية ، ومنها ضبط العوامل الخاصة بالتشعيع (التصوير) وتحديد الجهد اللآزم وكذلك زمن التعرض ، ومنها كذلك استخدام الدروع الرصاصية الواقية للأعضاء الحساسة بالجسم مثل عدسة العين والأعضاء التناسلية ، ومنها ايضاً تلافي إعادة التشعيع أو الإكثار منه بدون تبرير . وهذا النوع من المصادر يعتبر الأقل ضرراً لأن التشعيع مربوط بدوائر كهربائية تتحكم بإنتاجها .
أما المصادر المفتوحة فنعني بها النظائر المشعة المعدة للتشخيص والعلاج على شكل مواد سائلة ، صلبة ، وغازية . ومن أمثلة النظائر السائلة التكنيشيوم والجاليوم ، ومن أمثلة النظائر الصلبة كبسولات اليود ، ومن أمثلة النظائر الغازية الزينون والكربتون .
الأشخاص المتعرضين للإشعاع
أولاً / الناقل وهو الشخص الوسيط بين المنشأة والقسم المستخدم ، ولابد أن يصرح له بنقل المواد المشعة حيث يكون على دراية بما يحمل ويعرف جميع الصفات الفيزيائية والكيميائية للمواد التي ينقلها وتحمل العلامات التعريفية والتحذيرية الخاصة بها وكذلك تحمل علامة الإشعاع .
ثانياً / المستخدم وهو القسم أو المعمل الذي يستخدم هذه النظائر المشعة لأغراض التطبيقات الطبية أو غيرها . وهنا يجب على المستخدم تحديد الكميات المطلوبة بدقة حسب الحاجة فقط وتجهيز أماكن التخزين المناسبة ومراعاة تعليمات السلامة في مثل هذه الأماكن .
ثالثاً / المستفيد وهو الشخص المحتاج لهذه المواد مثل المريض مثلاً وهنا يجب عدم تعريض المستفيد للمواد المشعة إلا بوجود فائدة وتبرير مثل وجود طلب من الطبيب المعالج ، وبعد الفحوصات هناك بعض الاحتياطات التي يجب مراعاتها بعد خروج المستفيد من المنشأة .
وعلى العامل في هذا المجال مراعاة بعض الإرشادات المهمة والتي منها :
الالتزام بقواعد وإجراءات الوقاية من الإشعاع وهي :
تقليل تعرضه للإشعاع قدر الإمكان وأن يكون تعرضه ضمن الحدود المسموح بها .
الاستخدام الأمثل للمواد المشعة وكذلك لأجهزة الرصد الموجودة بالقسم .
التأكد من عدم تلوث اليدين والملابس قبل مغادرة الموقع الى الأماكن العامة .
في حالة الظروف الغير عادية يتم إبلاغ قسم الحماية من الإشعاع في الحال .
في حالة وجود أعراض زيادة الجرعة الإشعاعية أو الشك في ذلك يبلغ المسؤول الطبي فوراً .
عدم السماح بالأكل أو الشرب داخل معمل التحضير للمواد المشعة ( المعمل الحار ) .
غسل اليدين جيداً بالماء وذلك بعد كل استخدام للنظائر المشعة .
فصل النفايات المشع
بعد استخدام المواد المشعة في المعمل يبقى منها ما يسمى بالنفايات المشعة كأدوات الحقن وبقايا المواد المشعة التالية :
التأكد من أن كمية النفايات المشعة التي تخزن في أماكن العمل هي أقل ما يمكن تحقيقه عملياً .
توفير وتنظيم أوعية خاصة للنفايات المشعة ووضع علامات التعريف والتحذير عليها .
تنظيم سجلات خاصة بالنفايات المشعة التي توجد بالمعمل
تعبئة النماذج الخاصة بالمواد الواردة للمعمل والصادرة منه .
مراعاة الأساليب العلمية في حالة حدوث حالة تلوث إشعاعي.