mr.mohammed ضيف شرف
الدولة : المشاركات : 100 25724 1 تاريخ التسجيل : 18/12/2010
| موضوع: الامسية القرانية :: ومضات في طريق الدعوة :: العدد 3 : الجمعة ديسمبر 24, 2010 12:43 pm | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله خير داعية لله وعلى آله وأصحابه ومن استنَّ بهداه
أما بعد:
رأينا فيما سبق بأن كل مسلم متبع لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد
شرفه الله بالانتساب لهذه الأمة, وكلفه بمهمة الدعوة لدين الله تعالى.
في هذا العدد بإذن الله تعالى سنرى ملامح التخفيف فيما نحن مطالبون به
ومكلفون بعمله في طريق الدعوة لله. يقول المولى عز وجل:
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)
سورة الكهف.
معلوم أن هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه يفرح ويسر بهداية المهتدين، ويحزن ويأسف على المكذبين الضالين، شفقة منه صلى الله عليه وسلم عليهم، ورحمة بهم، فأرشده المولى عز وجل, كما جاء في تفسير السعدي, إلى عدم إهلاك نفسه بكثرة الانشغال بعدم إيمانهم والغم والهم لأجل ذلك. لأن الأجر قد كُتِب والمهمة قد أُدِّيت. ففي هذه الآية عبرة كبرى وتخفيف عظيم لكل داعية للحق: فنحن مطالبون بالتبليغ والسعي بكل سبب يوصل الهداية للقلوب, ويزرع الخير والإيمان بها... أما نتيجة العمل فهي موكلة لله وحده لا شريك له. وهذا من رحمة الله بنا: فلو اغتم كل واحد لعدم اهتداء قريب له لترك الدعوة والعمل بها لعدم تبين ثمرة ذلك ونتيجته. ولنا في الحبيب صلى الله عليه وسلم خير أسوة فقد كان شديد الحرص على إيمان عمه أبي طالب لكنه مات على دين آبائه وما ترك رسولنا سبيل الدعوة. قال تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)
القصص. وكذلك كان سيدنا موسى عليه السلام حين قال قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)
المائدة. وهذا ما يأمر به المولى عز وجل في قوله: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)
الغاشية. وسيأتي يوم القيامة بعض الأنبياء ولم يتبعهم أي واحد, ومع ذلك فهو نبي وقد بلغ ما أمر به, أما نتيجة ذلكالجهد والتبليغ فبيد الله. جاء في الحديث المتفق عليه الذي رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج يوما فقال : " عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي ومعه الرهط والنبي وليس معه أحد فرأيت سوادا كثيرا سَد الأفق ... الحديث. فالشاهد هنا في الحديث : والنبي ليس معه أحد. ومع ذلك لا يتم القدح في نبوته والحكم بتقصيره أو عدم قيامه بالتبليغ... فخلا صة الموضوع أن المسلم يمضي في طريق الدعوة ويعمل جاهدا لإيصال الخير للناس غير مبال بالنتيجة, لأنه غير مطالب بها. فازرع أخي الكريم ليوم الحصاد واعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
فصلت 33 صدق الله العظيم. | |
|