لعين
(الاتحاد) - أكثر من اختراع أنجزه عيسى الرشيدي، البالغ من العمر 23 عاما،
ولا يزال في طريقه إلى المزيد، وكلها نابعة من علاقته الخاصة بالكهرباء
التي عشق أسرارها. وظهرت بوادر النبوغ عند الرشيدي منذ كان طفلا صغيرا، حيث
كان يستهويه تفكيك ألعابه الإلكترونية والسيارات التي كان يشتريها له
والده ليتعرف على مكوناتها، ومن ثم يعيد تركيبها من جديد، وفي الصف الثالث
الابتدائي تنبه له مدرس العلوم بعد أن صنع مكيفاً هوائياً يبرد عن طريق
الماء، ويتكون من مراوح معدنية ثبتها على حوض ممتلئ بالماء بحيث تقوم
المراوح بضغط الهواء على الماء، ومن ثم طوره عبر إضافة صندوق آخر يتجمع فيه
الهواء البارد، فشجعه وأثنى عليه.
بداية مبكرة
يقول الرشيدي «في الصف الرابع ركبت ميكروفوناً ومصباحا لمسجل قديم لدي
عبر مد أسلاك وتوصيلها في المسجل، وبعدها اهتممت بصناعة ألعاب نارية لكن
محاولتي فيها كانت تفشل، وعندما وصلت إلى مرحلة الثانوية العامة، ارتأيت أن
أترك المدرسة وأعمل في الشرطة». ويضيف «منذ سنة ونصف السنة تقريبا بدأت
أبتكر أجهزة، وأولها قيامي بتطوير الجهاز الكاشف للكهرباء والموجود في
الأسواق والذي يتخذ شكله شكل المفك ويستخدمه الفنيون للكشف عن وجود كهرباء
في الأجهزة المعطلة التي يريدون إصلاحها عبر تقريبه منها فيصدر صوتاً
وضوءاً، والسبب الذي دفعني إلى تطويره هو تعرضي لتماس كهربائي أثناء قيامي
بتصليح عطل في أحد أجهزة المنزل.
حيث يعتمد علي أهلي وبعض الجيران في تصليح أي عطل
كهربائي لديهم، الأمر الذي دعاني لاستخدام الكاشف الذي لم يكن آمناً
فأصابتني صعقة كهربائية خفيفة من الكهرباء المفرغة في الجو، ففكرت بطريقة
تجعلني أستخدمه بطريقة آمنة، وقمت بتثبيت الكاشف الذي هو بحجم القلم تقريبا
على قاعدة بلاستيكية لها رأس دائري من أحد أطرافها كالمضرب، وعليه ركبت
مغناطيساً دائرياً عريضاً لففت حوله أسلاكا نحاسية مغطاة من الخارج.
وثقبت الكاشف من أحد أطرافه لأوصل طرفي الأسلاك الملفوفة على المغناطيس
بالأجزاء الداخلية للكاشف، كما قمت بتوصيل آخر بين بطارية الكاشف السالبة
بقطعة قصدير على قضيب الكاشف من الخلف ليكون موضع اليد عليها أثناء مسك هذا
الجهاز، أما المغناطيس المطوق بأسلاك النحاس فيقوم بجذب الكهرباء المفرغة
في الجو والقريبة من الجهاز المعطل، بينما تقوم قطعة القصدير الملازمة
لمنطقة الإمساك بالكاشف بسحب الكهرباء الساكنة من جسم الإنسان، ومنع حدوث
تماس كهربائي»