صفقات بـ7 ملايين درهم مغربي، تم توفيرها لمدرب سويسري له باع طويل في التعامل مع الأندية المصرية ، يعرف جيدا أنه مدعوم من جانب جماهير مجنونة بعشق ناديها تطلق على نفسها لقب "الفدائيون"، عوامل تلخص مواطن قوة نادي الوطنية في المغرب والمنافس العنيد لممثل مصر الوحيد في دوري أبطال إفريقيا.
ويختلف الوداد البيضاوي حاليا عن الفريق الذي صعد لدور المجموعات بمباراة فاصلة مع سيمبا التنزاني بفضل التدعيم الكبير الذي شهده الفريق على صعيدي الجهاز الفني وقائمة اللاعبين.
وتشكل أربع صفقات ملامح القائمة المعدلة للوداد والتي تمتلك بالفعل خط دفاع هو الأقوى في الدوري المغربي.
ولا يمكن إغفال التشابه التاريخي بين الناديين الشقيقين سواء في سجلهما الوطني أو على صعيد المواقف المحزنة التي تعرضوا لها خلال تاريخهما.
ويحاول الشاب حسني فدائي الوداد عرض تاريخ والشكل الجديد لواحد من أكبر الأندية المغربية قبل مواجهتيه المرتقبتين مع الأهلي يوم الأحد المقبل ويوم 11 سبتمبر في دور المجموعات بدوري الأبطال.
نادي الوطنية
ويقدم الكثير من جماهير الأهلي ناديهم كونه نادي الوطنية على اعتبار تأسسه من أجل طلبة المدارس العليا المصرية ليصبح متنفسا لهم في ظل سنوات الاستعمار الإنجليزي.
وعرضت جماهير الأهلي لافتات تظهر فيها ذلك منها "حلق عالي بحرية يا نسر نادي الوطنية" بالإضافة لاستخدام صور الزعيم المصري سعد زغلول المناهض للاحتلال الإنجليزي في مدرجات الفريق.
الوضع متشابه في الوداد الذي يعود تاريخ إنشاءه لعام 1937 بفضل شباب وطنيين جعلوا من الرياضة وسيلة للتعبير عن رفضهم القاطع للاحتلال الفرنسي.
كما اتفق مؤسسو النادي على اللون الأحمر، لما يمثله هذا اللون للمغاربة كون علم المملكة المغربية عبارة عن اللون أحمر تتوسطه نجمة خماسية خضراء، وكان اختيار اللون الأحمر بمثابة التشبث برمز من أهم رموز الوطن.
ومن أهم المواقف الوطنية التي كان الوداد بطلها، إيقافه ومنعه من مزاولة نشاطه عام 1944 إثر مطالبة الحركة الوطنية باستقلال المغرب والتي كانت أغلبية اعضائها من لاعبي الوداد.
بلخوجة .. عبد الوهاب المغربي
لازالت تذكر الجماهير المصرية محمد عبد الوهاب ظهير الأهلي الأيسر والذي وافته المنية يوم 31 أغسطس 2006.
وهو وجه الشبه الثاني بين الفريقين، فجماهير نادي الوداد عاشوا نفس الأجواء الحزينة التي عاشتها نظيرتها في الأهلي وقت وفاة نجم الفريق يوسف بلخوجة.
تعود الواقعة ليوم السبت 29 سبتمبر عام 2001، لم يكن يعلم اللاعب الخلوق أن منظر جماهير الوداد هو أخر ما سيراه في الدنيا.
وخلال الدقائق الأولي من المباراة سقط بلخوجة متأثرا بأزمة قلبية مسلما روحه إلى بارئها عن عمرا يناهز الـ25 عاما في موقف مشابه لموقف عبد الوهاب.
خبرة ديكستال
ميشيل ديكستال المدير الفني للوداد ليس وجها جديدا على الكرة المصرية ،حيث سبق له وأن تولى تدريب الزمالك في الدور الثاني من موسم 2008 -2009.
ويحسب لديكستال تمكنه من إيقاف التفوق الكاسح "لأهلي جوزيه" على القافلة البيضاء بالتعادل معه سلبيا في مباراة قمة الدور الثاني من الموسم السابق ذكره، متسببا في حسم الأحمر للدوري بمباراة فاصلة أمام الإسماعيلي.
وسبق لديكستال وأن واجه مانويل جوزيه ساحر الأهلي البرتغالي ثلاث مرات ، تعادل في واحدة مع الزمالك وخسر الأخرى وفاز في الثالثة مع أسيك أبيدجان الإيفواري.
وتعود خسارة ديكستال أمام الاهلي لعام 2001 بنتيجة 2-1 في دور المجموعات قبل الفوز في جولة الأياب بهدف نظيف، إلا أنه فشل في التأهل لنهائي البطولة التي فاز بها الأهلي.
ويمتلك ديكستال خبرة لا يستهان بها في التعامل مع الأجواء العربية والإفريقية لسابق تدريبه لفرق الترجي والصفاقسي التونسيين وأسيك أبيدجان والوداد نفسه موسم 2003 -2004 بجانب الزمالك المصري.
مواطن القوة
يمتاز صاحب الرقم القياسي في حصد لقب الدوري المغربي – 17 مرة - بتشكيلته التي تتكون من لاعبين صغار السن بجانب مجموعة من أصحاب الخبرات.
فالدفاع الودادي والذي يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 26 عاما هو الأقوى في الدوري المغربي حيث اهتزت شباكه 18 مرة في 30 مباراة، متفوقا على دفاع الرجاء بطل الدوري.
وبالنظر لتشكيلة دفاع الوداد طيلة الموسم المنصرم من الدوري المغربي تظهر خلطة "الشباب والخبرة" بوضوح شديد.
فخط الدفاع الودادي لم يخرج عن السداسي مراد ليمسين – 31 عاما – وممادو نيادي – 20 عاما – وهشام لويسي – 35 عاما – وعبد الرحيم بن كاجان – 26 عاما – وخالد سيكات صاحب الـ27 عاما.
ورغم معدل الأعمار المناسب تعاقد الوداد مع المدافعين ياسين الرامي وهشام العمراني في محاولة لزيادة قوته الدفاعية.
ولا يمكن إغفال دور الهجوم الودادي في تقوية الفريق، فالوداد يعد ثالث الفرق تهديفا في الدوري المغربي برصيد 31 هدفا أسفل الرجاء صاحب الـ45 هدفا والمغرب الفاسي صاحب الـ34 هدفا.
ويبدو أن معدلات التهديف لا ترقى لطموحات الفريق الطامح لتحقيق لقب دوري الأبطال الثاني في تاريخه ،وهو ما دفع إدارة الوداد للتعاقد مع المهاجم الدولي يوسف القديوي لاعب الجيش الملكي والوحدة السعودي السابق.
وهو الأمر الذي جعل تكلفة صفقات الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية تتخطى حاجز الـ700 مليون سنتيم ما يقدر بخمسة ملايين جنيه مصري أو 800 ألف دولار.
ضعف الخبرة الإفريقية
رغم وجود عدد لا بأس به من اللاعبين أصحاب الخبرة إلا أن عدم خوض الوداد لأي منافسات إفريقية منذ عام 2007 تشكل أزمة خبرة قارية للفريق.
وتعود أخر مشاركة للوداد إلى بطولة دوري أبطال إفريقيا نسخة 2007 والتي تأهل خلالها الفريق لدور الـ16 قبل أن يتم إقصائه على يد أسيك أبيدجان.
وقد يمثل مواجهة لاعبو الوداد لخبرات لاعبي الأهلي القارية ضغطا شديدا عليهم كونهم يواجهون تشكيلة شارك أغلبها مع المارد الأحمر في أخر سبع بطولات حصدوا خلالها اللقب ثلاث مرات.
ولكن نادي الدار البيضاء يعول على الدعم الجماهيري الكبير الذي يلقاه على ملعب مركب محمد السادس في المغرب والذي يسع لنحو 80 ألف متفرج.
فدائيو الوداد
"فدائيو الوداد" هو اللقب الذي تطلقه جماهير النادي الأحمر على نفسها مظهرة مدى استعدادها لبذل الغالي والرخيص من أجله.
وستجد جماهير الأهلي وعلى رأسهم رابطة "ألتراس أهلاوي" نفسها في مواجهة قوية مع جماهير الوداد خاصة في المغرب في ظل حرمان جماهير المارد الأحمر من حضور مباراة الذهاب في استاد القاهرة تنفيذا لعقوبة الكاف.
ويندرج تحت مسمى فدائيو الوداد رابطتي "الوينرز" و"الطركرياتورز" والتي تتبلور أهدافها حول الدعم غير المشروط للوداد والعشق المطلق لألوان الفريق وتشجيع شعور الانتماء لوداد الدولة.
ومثلما تتغنى جماهير ليفربول بنشيد "لن تسير وحدك أبدا" تلتهب حناجر جماهير الوداد بهتافها الأشهر "نحبوا الوداد أو نموت على درابو البلاد"