هذه القاعدة النبوية انطبقت على مسؤولي فريق الرجاء الموسم المنقضي ، فلنتذكر أياما كنا مهتدين في كل شيء ( مسؤولين ، مدرب ، لاعبين ، طاقم .. ) ، اليوم انقلبت الآية تماما حيث أصبحنا نلدغ من نفس الجحر آلاف المرات في كل المناحي، إما عن جهل أو سوء نية مترتبة عن تقديم المصالح الشخصية على مصلحة الفريق وانعدام الوفاء للقميص وليذهب الرجاء الى الجحيم ، أجل هذه هي الحقيقة التي تكبدنا مرارتها ذلك الموسم الفارغ ..
أجل هذا ماينطبق على هؤلاء الأشخاص القائمين على الفريق ، وبما أن الرياضة وكرة القدم بصفة خاصة أصبحت مجالا لتمعش الكثيرين من هؤلاء أصبحت السقطات التي جرتنا إلى الهاوية كثيرة ، وهو ماحصل للرجاء وبعض الفرق الوطنية بشكل عام خلال السنين الأخيرة إثر دخول أصحاب المصالح الخاصة الذين يطمحون في الهيمنة على الميزانيات ، هؤلاء الذين قدموا أنفسهم كأصدقاء ومتحمسين للعمل والأخذ بزمام الأمور والسير بعيدا بالفريق بوسائل الإستيلاء والإحتيال القانوني وظنوا أن بإمكانهم أن يصبحوا أثرياء من خلال تكوين الثروة أو من خلال السطو على الأموال بغير حق ، بصراحة شيئ يدمي القلب أموال وهبة الجماهير واللاعبين الذين يتم مكافأتهم بدراهم معدودة ، وخير مثال صمام الأمان والمدافع القدير والوفي جريندو
أموال وحقوق ذهبت أدراج الرياح والضحية في الأخير هو الجمهور وعدد من اللاعبين ، هذا كان متوقعا لأن تجربة روماو القارية كانت مريرة جدا وانتهت بولادة قيصرية مات فيها الجنين الذي هو الرجاء طبعا وبكامل مكوناته
وهذا يجعلني أتسائل لماذا لم يتم تنحية هؤلاء من أنصبتهم ؟
أشخاص لا يهمهم إلا المال ، أهذا هو الإحتراف الذي نقبل عليه ؟ وإذا كان كذلك يجب محاسبة من أتى بهؤلاء..
نأتي إلى فخامة الرئيس غلام ، فشرط ملئ الخزينة بالذخيرة متوفر فيه ، لكن الأهم والمرغوب لا وجود له ! ألا وهو البذل والعطاء والسخاء لفريق متعطش للاعبين وازنين ولهم كلمتهم على الصعيد الوطني أو الإفريقي ، هنا نأتي إلى دهاء المسؤول وقدرته على الحسم في الصفقات والإغراء المادي الذي يُعطي أكله في العديد من الأحيان .
والمسير المكتمل والمثالي والمناسب هو الذي أوقفته معرفته وتجربته على غوامض الأمور حتى صار يحذر مما سيقع ، أما المغفل فقد يلدغ من الجحر الواحد مرارا ، هذا مايبدو لنا في شخصية الرئيس المنتخب حنات ، فمنذ تربعه على عرش رئاسة الرجاء أخذ بزمام الأمور ولم يظل عاكفا على الوسادة ، فبدأ بالأهم وهو الإدارة الفنية للفريق واستقدم صديقه هنري ميشال للعمل بجانبه ، علاوة على ذلك ، يتبين أن الحاج حنات يسير في الطريق الصحيح ، طريق استرجاع هيبة الرجاء ، طريق إعادة الأمجاد ، وطريق تصحيح أخطاء سلفه غلام مع أننا لا ننكر حنكة الأخير على مستوى التسيير ..
كان هذا هو موضوعي الذي ركزته على التحذير من التغفل وتكرار الخطأ ، والحث على التيقظ واستعمال الفطنة ، والحديث الشريف الموجود بالعنوان ، معناه أنه ينبغي للإنسان إذا نكب من خطأ أن يعود إليه حازما حذرا لا يؤتى من ناحية الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى ، لذا وجب على كافة المسؤولين والطاقم التقني بما فيهم المدرب ، اتخاذ منهج قويم وهو الإستفادة من الأخطاء .
كجمهور لن نقبل بمثل هذا في الموسم المقبل ، نريد فريقا جاهزا وقادرا على المنافسة القارية و مضاهاة الفرق القوية التي كان يمثل لها الرجاء شبحا مخيفا في أيام التسعينات ، للسير قدما نحو إحراز الألقاب وإعادة أمجاد الفريق الضائعة .
لننسى النكسات وعهد غلام المؤلم الذي قزم الرجاء وأراد بسياسته تحويل النسر إلى دجاجة ، ولنعلم أن لكل فارس كبوة ، والفرق القوية لا بد أن تعود ، و الكبير يمرض ولا يموت ، ومع حنات النسر عائد لكي يلتهم البطولات .
على العموم الكلام طويل والوقت قصير